الأجوف وبعد خراب حلب توجه المغول بعد فترةٍ قصيره إلى دمشق وعندما سمع حاكم دمشق الناصر يوسف الأيوبي بقرب المغول هرب هو وحاشيته وجيشه إلى غزه وترك دمشق بلا جنود وأهل دمشق يدعون على حاكمهم الذي هرب وتركهم لمصيرهم المحتوم فاجتمع أهل دمشق وقررو تسليم المدينه حتى لاتتكرر مأساة حلب وبغداد مرةً أُخرى وبالفعل إستسلمت المدينه للمغول عدا قلعة دمشق لم تستسلم فعم المدينه الفساد والتخريب ولكن لم يصل إلى حد المأساة وبعد فتره سقطت قلعة دمشق وقتل من بداخلها إلا أن المسلمين تفاجأو بتمرد وخيانة بعض سكان دمشق من النصارى والمنافقين وكان المغول يميلون للنصارى وبخاصه نصارى النسطوري وخرج النصارى فرحين بقدوم المغول ورفعوا الصلبان وأخرجو الخمور ورشوها فوق المسلمين الذين إمتلؤو غيضاً بل إنه وصل بهم الأمر برش أبواب المساجد بالخمر وقاموا بالهتاف بشعارات تهين الإسلام فضج المسلمون وأرسلو قضاتهم إلى نائب هولاكو ولكن رفض نائب هولاكو الاستجابة لمطالبهم وطرد القضاة بالضرب والإهانه واستمر الاضطهاد
ونسا متمردو دمشق ان((على الباغي تدور الدوائر))ويُقصدُ بهذا المثل أن الباغي والظالم ينزل به من الأذى والضرر ما أصاب به غيره
وبالفعل ماهي إلا شهور قليله حتى إنتصر المسلمون على المغول في المعركة الخالده عين جالوت ووصلت رسالة من قطز تبشر مسلمي
دمشق بانتصارهم على المغول وأنهم قادمون لنجدتهم فما إن علم مسلمو دمشق بالخبر حتى انفجرو في ثورةٍ عارمه من الغيض المكبوت في صدورهم في ثورةٍ هوجاء أخذت المذنب والبريء وأباد الثوار الحاميه المغوليه وتوجهوا إلى النصارى ليقتلوا منهم ويدمروا بيوتهم ويحرقوا الكنائس التي خرجت منها الصلبان تأيداُ للمغول ومن ضمنها كنيسة مريم وكنيسة اليعاقبه وقتل في هذه الثوره بعض المسلمين الذين اظهروا الولاء للمغول ولم يسلم اليهود من هذه الثوره مع أنهم لم يقفوا مع أحد ولكن كانت الثوره مثل سيل العرم يأخذ كل الذي أمامه
ووصل قطز بعد الثوره يوم 30 رمضان إلى دمشق فاستقبله الناس استقبال الفاتحين وعلقت الزينات في الشوارع وعندما دخل المماليك دمشق استتب الأمن وحُفظت اعراض ونفوس وأموال النصارى واليهود وقام قطز بعزل القاضي ابن زكي الذي عينه المغول وكان موالياً لهم وأبدله بالقاضي أبو بكر بن صدر وعامل قطز النصارى بالتي هي أحسن مع ما تعرض له أهل دمشق منهم ولكن هذه أخلاق الرجال وبدأ أبو بكر القاضي الجديد بالفصل في قضايا المسلمين والنصارى واليهود حتى لايظلم نصراني أو يهودي في بلاد المسلمين
وفي النهايه أستغرب وتملؤني الحيره في نصارى دمشق حيث أنهم غدرو بسكان دمشق ووقفوا مع المغول وأهانو المسلمين فما إن جاءهم الرد حتى رجعوا بحالة المظلوم يشكون لقضاة المسلمين مالحقَ بهم ونسوا انهم هم من ظلموا أنفسهم بغدرهم بأهل دمشق وعندها أتذكر المثل العربي القائل ((تَلدِغ العقرب وتَصأى))والمقصود أن العقرب تَلدِغ فريستها وتقتلها بِسمها وهي في الوقت نفسه تصيح وتشكوا.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا لديك اي استفسار يمكنك التواصل معنا