القائمة الرئيسية

الصفحات

فلسفة ماقبل الثورة العلمية الكبرى!




‏1-عندما يجري الحديث عن الثورة العلمية فليس المقصود ثورة التكنولوجيا في القرن العشرين, وإنما المقصود حقبة تاريخية محددة تنحصر في الإنجازات العلمية الثورية التي ابتدأت مع نيقولا كوبرنيكوس وانتهت بالسير إسحاق نيوتن واكتشاف قانون الجاذبية وقوانين الحركة الثلاثة.


‏2-. مع ذلك لا يمكن فهم الثورة العلمية إلا بعد تصور تاريخ العلم القديم, ذلك التاريخ الذي يمتد إلى ثلاثة آلاف وخمس مائة سنة واكثر حين تعلم البابليون الكتابة والأرقام, وعلموها لبني الإنسان.


‏3-إنه تاريخ طويل متشعب, لكن يمكننا أن نركز على ما يتعلق بفلسفة الطبيعة وما تحدر منها من علوم, والمناهج الأساسية التي قام عليها العلم, منذ أن بدأ العلم في العراق ومصر والهند والصين بسبب كونها بلاد زراعية وحاجتها لوضع التقاويم السنوية ومعرفة المواسم والفصول من أجل الحصاد.


‏4- أوغست كونت قد قسّم تاريخ العلم إلى ثلاث حقب
1-الحقبة اللاهوتية:تعتمد على الغيب.
2-الحقبة الميتافيزيقية:تعتمد على الإدراك المجرد.
3-الحقبة الوضعية:يتوقف فيها الفكر عن تعليل الظواهر بالرجوع إلى المبادئ الأولى ويكتفي باكتشاف قوانين علاقات الأشياء عن طريق الملاحظة والتجربة الحسية

‏5-قدلا نوافق كونت على التقسيم, إلا أنه تحقيب مفيد من أجل مجرد التصور.



‏6-قديُظن أن الأسطورة لا تعني إلا بطلاً خارق القوى يقاتل مخلوقات خرافية, لكن الصحيح أن الأسطورة كانت تفسيراً تقدم به الإنسان القديم ليفسر الظواهر الطبيعية,هذا التفسير يحتاج لدراسات معمقة أكثر من مجرد وصفه بأنه تفسير جاهل.



‏7-في تاريخ العلم,اليونان هم من قدم التفسير البرهاني لفلسفة الطبيعة,وأشادوا الفلسفة كعلم وبناء برهاني عقلي, وتميزوا بالمنطق الآرسطي, وكانت الهندسة الرياضية هي إنتاجهم الثالث الذي يفتخرون به, في حين كانت الفلسفة والهندسة عند المصريين والبابليين والهنود والصينيين مجرد ممارسة عملية.


‏8-ينبغي ألا يغضب الشرقيون من حقيقة أن اليونان هم من بنوا هذه المعارف على مقدمات عقلية ينبثق منها المزيد من المعارف والعلوم والنتائج, بطريقة برهانية, بعد أن صهروا علوم الأمم ليخرجوا للعالم بالعلم الدقيق والرؤية الشمولية للعلم. هذه هي الحقيقة فلا حاجة للمكابرة.



‏9-لقد هيمنت اليونان على العلم والفلسفة, وبعد
انهيار دولتهم ككيان سياسي, استمر الفكر اليونان في الامبراطورية الرومانية والدولة الإسلامية, وكلاهما لم تستطيعا أن تتجاوزا حدود اليونانيين.


‏10-لكي نفهم الثورة العلمية الكبرى لا بد أن نفهم فلسفة الطبيعة كما قامت عند الإغريق, وبالأخص كما قامت عند أرسطو. فلسفة الطبيعة هي محاولة لفهم الطبيعة من خلال الحجج الفلسفية, وهي تختلف عن العلم الحديث في أن الأخير يعتمد على التجربة, بينما فلسفة الطبيعة قامت
على المشاهدة لا التجربة.

سيكون للمقالة جزء ثاني
في مقالة جديدة
ان شاء الله...


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع