القائمة الرئيسية

الصفحات

| آلاتُ التصوير..عالَمٌ مِن المُنافَسة |

| آلاتُ التصوير..عالَمٌ مِن المُنافَسة |

إذا ما كنت هاوياً للتصوير ، ولديك من الشغف والحب ما يدفعك لإقتناء آله تصوير(كاميرا) ، وبعد أن تتيقن وبكامل قِواك العقلية أنه قد أصبح من الضروري إمتلاك هذه القطعة التي أصبحت قِبلة عشقٍ وحبٍ لا تضاهى  لدى الكثيرين ، فإنك حين تقرر الشراء ستبقى محصوراً بين امرين أحلاهما مُرّ.
ليس المرُّ المؤلِم ما نعنيه هنا ولكنه المرَّ الصعب ، الذي يجعلُكَ مُحتاراً في إختيارك بين عملاقي صناعة الكاميرات وآلات التصوير في العالم(كانون_نيكون).
شركتي كانون ونيكون (اليابانيتين) هنَّ أضخم وأقوى الشركات في العالم واللاتي تخصصن في هذا المجال البصري تحديداً واذبنَ فيه كامل جهودهن منذ ما يقارب قرن حتى اليوم.
لنتعرف عن قرب ما ومتى وكيف تتم المنافسة بين هاتين الشركتين والإمبراطوريتين في مجال الصناعات البصرية وتحديداً الكاميرات.

ولنبدأ بشركة "كانون" والتي أُطلِق عليها في بداية تأسيسها عام 1937م إسم "كوانون" وهذا الإسم كان تيمناً بأول كاميرا صنعتها واستوحت هذا الإسم من بوذا الرحمة ، ثم تم تغييره إلى "كانون"ليتم قبولة عالمياً.

شركة كانون المندمجة Canon Inc شركة متعددة الجنسيات ،  متخصصة في تصنيع أجهزة التصوير مثل الكاميرات (الفيديو والثابتة) وآلات نسخ الوثائق وطابعات الحاسوب ، وتقع مقرات هذه الشركة في أوتا ، بمدينة طوكيو عاصمة اليابان.
تمتلك شركة كانون أكثر من 194151 موظفاً ، وتتميز بصناعاتها الإلكترونية المحترفة. 
ومن أهم ما تنتجة شركة كانون هي كاميرات التصوير والناسخات والكاميرات الرقمية والطابعات والبرمجيات وكذا المستلزمات المكتبية.

أنشأت الشركة (والتي كان اسمها "معمل المواد البصرية الدقيقة") عام 1937م في مدينة طوكيو اليابانية ، من قِبل تاكيشي ميتاراي وغورو توشيدا وسابورو يوشيدا وتاكيو مايدا.
ولكن كانت بداياتها الفعلية في العام 1934م ، حين أقدم جورو يوشيدا إلى تركيب نموذج لم يطرح في الأسواق لآلة تصوير سميت بـ "كوانون".
كما يوجد مع الشركة مقرات إقليمية في أمريكا ، أوروبا ، والشرق الأوسط ، وأفريقيا وآسيا ، واليابان.
في ذات السياق فقد بلغت حصة "كانون" من إجمالي مبيعات السوق ما يُقارب الـ40 بالمئة كنسبة ليست بالبسيطة في ظل وجود عمالقة الصناعات البصرية وأولها "نيكون" وكذلك "سوني" وغيرها من الشركات.

أما العملاق الآخر وقطب الصناعات البصرية الثاني فهي شركة"نيكون" اليابانية أيضاً ، والتي كان يُطلق عليها إسم(نيبون كوغاكو كوغيو _والتي تعني بصريات اليابان) في بداية تأسيسها عام 1917م ، ثم أُعيد تسميتها بـ"نيكون" عام 1946م ، وهي شركة متعددة الجنسيات ، متخصصة ايضاً في صناعة البصريات وأدوات التصوير بشقيه الثابت والمتحرك .
يقع مقر الشركة في ميناتو بمدينة طوكيو اليابانية ، وهي تعتبر إحدى أفرع شركة ميتسوبيشي العالمية.
من أهم منتجات شركة "نيكون" هي البرمجيات وآلات التصوير.

وتتخصص شركة نيكون أيضاً في إنتاج العدسات الخاصة بالكاميرات ذات مميزات العمق الميداني الكبير أو الضيق (F-mount cameras) والتصوير المكبر ، وأجهزة التكبير وغيرها ، الخاصة بالكاميرات أحادية الانعكاس والكاميرات أحادية الانعكاس الرقمية ومجموعة نيكون للكاميرات التحت مائية.
كما كانت الشركة تنتج العدسات والميكروسكوبات وأجهزة القياس وغيرها.
تم إنشاء شركة نيكون بعد اندماج مؤسستين تقومان بصنع المعدات البصرية فاندمجتا تحت إسم Nippon kogaku k.k ، وكانت الشركة تعمل في تصنيع المعدات الحربية وذلك تحت مظلة البحرية اليابانية .
في أوئل ثلاثينيات القرن الماضي 1930م بدأت نيكون في صناعة العدسات المختلفة ، تحت إسم Nikkor بعد طلب من عدة شركات كان أبرزها "كانون" العملاقة والتي لم تكن قد بدأو في صناعة عدساتها الخاصة ، في الوقت نفسة..فـ"نيكون" لم تكن أيضاً قد بدأو في صناعة كاميراتها الخاصة.

"نيكون" سبقت "كانون" في صنع العدسات في ظل أن "كانون" سبقت "نيكون" في صنع الكاميرات  ، حيث لم تبدأ شركة نيكون في صناعة الكاميرات إلا بعد الحرب العالمية الثانية بعد عام 1945م ، وبعدها تحولت شركة "نيكون" من الصناعات الحربية إلى الصناعات المدنية ، وكانت أول كاميرا يتم تصنيعها من قِبل شركة نيكون هي كاميرات Range finder في مطلع العام 1948م.
من أحدث كاميرات نيكون وأخفها وزناً وأكثرها حساسية ، هي كاميرات Nikon D3500 الجديدة التي يمكن إعتبارها أخف كاميرات DSLR من نيكون والأسهل من حيث الإستخدام.
تعتمد Nikon D3500 على مستشعر DX-format فئة CMOS بقوة 24.2 ميجا بيكسل ، وعلى معالج التصوير EXPEED القادر على التصوير المتتابع بمعدل 5 إطارات في الثانية ، مع نطاق ISO يتراوح بين 100-25600 ، أما نظام التركيز فكما هو أيضًا لم يتغير بواقع 11 نقطة تركيز تلقائي.

في سباق محتدم بين كبرى شركات التصنيع البصري تصبُّ ايجابيته في مصلحة العميل أولاً وأخيراً.
 نرى سوياً كيف تحارب هذه الشركات بقوة لتبقى في الصدارة بإنتاج موديلات مميزة للغاية ، وهذا شئٌ مهم ، فوجود الكثير من المنافسين في السوق يعمل على تحفيز الشركات في إنتاج وتصنيع أدوات أكثر إحترافيةً وجودة ، وهذا ما حدث بعد ظهور العديد من شركات التصنيع البصري غير نيكون وكانون.
وللأسباب نفسها..فأنت عندما تريد إقتناء آلة تصوير فأنت في الغالب تحتار ، أيهما تختار (كانون_نيكون) ودائماً ما نجد هذا السؤال لدى الكثير من عشاق التصوير.
فمن هي أفضل كاميرا ريفليكس؟ كانون أم نيكون؟
كانون أم نيكون كلاهما شركتين عملاقتين في مجال تصنيع الكاميرات الرقمية خصوصًا الريفليكس.
إن نصحك أحدهم بكاميرا معينة انطلاقاً من الماركة فلا تثق فيه أبداً ، فهذا الشخص لا يملك أدنى فكرة عن ما يقوله ، ولدينا في عالم التصوير الكثير من المعجبين ، فغالباً عندما يحصل الشخص على كاميرا من ماركة معينة يعتبرها الأفضل ، ويبدأ بالتوصية بها لأصدقائه وأقاربه دون أن يكون قد جرب ماركات أخرى ليخرج بتحليل منطقي.

فما الذي يتوافق بين شركتي نيكون وكانون من حيث التصنيع..!
بالنسبة لنيكون تقريباً أغلب كاميراتها والعدسات المصنعة منذ عام 1959م وما فوق متوافقة مع بعضها.
أما كانون فالأمر ليس كذلك ، فالعدسات المصنعة قبل عام 1985م غالباً لن تكون متوافقة مع الكاميرات الحالية. 
لكن الجيد أن عدسات EOS تتوافق مع جميع كاميرات الريفليكس الخاصة بكانون ، أيضاً فبإستخدامك حلقة محولة ستتمكن من إستخدام عدسات Nikkor التابعة لنيكون مع كاميرات كانون أيضاً.
من ناحية الصورة وجودتها ففي الموديلات التي تكون متقاربة السعر غالبا جودة الصور تكون نفسها في كانون ونيكون ، قليلاً ما قد نجد بعض الفرق الطفيف الذي لا يكاد يلاحظ على الإطلاق.

ومن جهة الإعدادات والأزرار في كِلا الكاميرتين(نيكون_كانون)
فنيكون غالباً جميع إعداداتها المهمة والتي يتم التلاعب بها كثيراً من قبل المستخدم تملك زر يوجه لها مباشرة ، أما في كانون فالأزرار بشكل مكثف تكون في النسخة المتطورة منها والموجهة للنطاق المهني ، أما الكاميرات الموجهة للمبتدئين قد تفتقد لأحد الأزرار مثل 1200 دي التي تفتقد زر الإيزو ، حيث يتوجب الدخول إلى قائمة الإعدادات للتحكم في حساسية المستشعر.

وبعد هذا كله..كيف يتم الاختيار بين هاتين الشركتين..!
ما يجب عليك كمستهلك تود شراء أي قطعة في أي مجال وخاصة التصوير هو البحث الدقيق عن النموذج والنوع الذي يتميز بمواصفات أكثر جودة وأنسب لإستخدامك ، وتتأنى قليلاً وتفكر في عدد من العوامل التي يجب أن تراعيها قبل الشراء ، ومن أهمها توفر خدمة الصيانة والضمان في الدولة التي أنت فيها ، وكذلك توفر قطع الغيار وملحقاتها.
وكذا فمن أهم الخصائص التي يجب التركيز عليها قبل عملية الشراء:
الميغابكسل: كلما زادت كلما كانت الصورة ذات دقة أكبر من أجل الطباعة.
حجم المستشعر: فالمستشعر الأكبر دائماً يكون أفضل ، أي أن مستشعر Full frame دائماً يتفوق على مستشعر Cropped frame ، فحجم المستشعر يؤثر على البعد البؤري للعدسات ، وحساسية الضوء ، فالكاميرات ذات المستشعرات الكبيرة تكون مرتفعة السعر وموجهة للإستخدام المهني الإحترافي.
سرعة الغالق: أغلب الكاميرات تكون أسرع سرعة غالق فيها 1/4000 وهذا يعتمد على طبيعة ومجال استخدامك لها.
عدد الصور في الثانية: كما تحدثنا سابقاً إن عدد الصور في الثانية في التصوير التسلسلي قد يكون مهمًا حسب المجال الذي تعمل فيه.
حساسية المستشعر والضجيج: إن كنت ستصور ليلاً ، أو تصوير النجوم وصور بالتعريض الطويل فمن المهم أن تختار كاميرا تتميز بحساسية إيزو كبيرة ، حيث عكس ذلك سيظهر ضجيج إلكتروني قوي في الصورة وسيفقدها نسبة كبيرة من جودتها ، فليست جميع الكاميرات من كانون أم نيكون مؤهلة للتصوير ليلاً.
تصوير الفيديو: فإذا كان استخدامك لها ليس ثابتاً فقط فأنت بحاحة لكاميرا تدعم التصوير المتحرك.
عمر البطارية: وهذا شيء مهم لدى كثير من المستخدمين.
نقاط التركيز: كلما كانت نقاط التركيز أكبر كلما كان التركيز على الهدف أسهل وأدق.
مخرج للمايكروفون: إن كنت ستصور الفيديو ، فمن المهم أن تتميز الكاميرا بمخرج للمايكرفون من أجل تسجيل الصوت بدقة أكبر.
ومن المهم أيضاً أن تدعم الكاميرا حرفية الإتصال بالطابعات وهذا يهم بالتحديد من يعملون في فن التصوير المصحوب بطباعة الصور.
شاشة قابل لدوران أو تعمل باللمس:  وهذه الخاصية بدورها تعمل على تسهيل عملية التحكم أثناء التصوير وبالأخص في وضعية التصوير المتحرك.
السعر: من المهم جداً أن يكون سعر الكاميرا يناسب الميزانية مقارنةً بخصائصها ، فغالباً قد تجد كاميرا بسعر كبير لكن بخصائص لا تحتاجها ، حاول إختيار الكاميرا التي تتميز بكل الخصائص التي تحتاجها أنت وتتوافق مع ميزانيتك.

ختاماً تبقى المنافسة على أشدها بين هاتين الشركتين وغيرها من الشركات.
وإن التنافس الذي نشهده اليوم بين الشركات يجعلنا نقف مدهوشين من شراسته وتحديثه ومتابعاته المستمرة ، فبخلاف ما تجنيه هذا الشركات من أرباح ربما نكون نحن نمتلك نصيباً من الربحية من خلال ما تبثه هذا الشركات في منتجاتها من مواصفات وتقنيات جديدة لتميزها عن الأخريات وهو ما يصب في صالح المستهلك عموماً.

#إسماعيل_الفائق
هل اعجبك الموضوع :
author-img
إسماعيل الفائق مدير أكاديمية بصمة وعي للتدريب

تعليقات

التنقل السريع