القائمة الرئيسية

الصفحات




ماذا لو أن النجوم أصبحت عُنصرية..!؟ ، كيف سيكون حال الليل المسكين .!؟ أسود ، وحيد ، و مشرد ، انها الشروط الكاملة كي تظهر النجوم البغيضة حقدها الدفين على الليل ، إن الرؤية الضيقة جعلت النجوم يا صديقي ترى أنها النور الساطع ، و أن الليل ماهو إلا حادثٌ سوداوي يجب أن يُمسح من تاريخ النجوم الساطعة ، تربي فينا العنصرية حقداً داخلياً لا ندركه شعورياً ، لكنه ينعكس بشكلٍ أو بآخر على تصرفاتنا ، قراراتنا و حتى أحادثينا ، تجعلنا نبدو كالقوالب المتشابهة ، نحكم على الشخص من لون بشرته ، عرقه ، و مسقط رأسه ..!؟ إنه لأمر في غاية السوء ، يجعلنا ننخلس من انسانيتنا بشكلٍ واضح ، دعني أجعلها أقرب إليك بصورة مبسطة، إن قانون الغاب قائمٌ على القوي و الضعيف ، و بهذا تكون المعادلة واضحة القوة أياً كانت سواء قوة الفرد منفرداً كالأسد أو القطيع مجتمع كالأثوار ، تجعل منهم الأقوى و تصنع لهم هذه القوة سلطة على أي قوة أضعف منها ، و بالمثل تتعامل المجتمعات العنصرية بهذا الأسلوب ، فتجدُ الألوان أهم من الأفكار و تلقى اهتماماً بالأصول حتى لو كان الشخص يحمل من السوء ما يجعله مكروهاً و لا يُطاق ، لكن عبارة " إنه من بيت فلان" أو من منطقة كذا ، صك غفران عام ، فمهما كانت المناهجُ التعليمية تحتوي على أحرفٍ و عباراتٍ رنانة ، تبقى تربية المنزل هي اللب الأساسي لفكر الطفل الذي تصنع منه السنين شاباً يحمل فكر القبيلة أو المنطقة ، منخلساً عن انسانيته ، فيصنف أسود البشرة أنه " خادم " ، و من يهتم بمظهره في محلات تصفيف الشعر أنه " حلاق و مزين " ولا يجب الارتباط معه بأي شكل من الأشكال ، يتسابقون على البقاء في أسوء الأماكن ، إنهم لا يعرفون الاتجاهات ، لا يعرفون ماذا يعني الأعلى ، و ماذا يعني الأسفل ، يهرولون بكل طاقتهم علهم يصلون إلى الحضيض بسرعة ، و هكذا تُعجن المجتمعات بأفكار أبنائها لا بأشكالهم و لا قبائلهم .

لا يحملون أي مظلة يتوارون تحتها من عقدة النقص إلا مظلة الجهل ، و هي المظلة التي لا تسمن ولا تقي من حَر ، مظلة الدين متبرئة ، الإنسانية هي الأخرى ، و كل الافكار القديمة أو الحديثة لا تدعم أي جانب مزعوم للعنصرية المقيتة ، التي لا يحملها إلا أنسان يبحث عما يكمل النقص الكبير في حياته ، و لم يحتصر هذا الفكر على طائفة معينة أو شعب معين ، بل تجدها في كل الشعوب ، و مختلف الطوائف من الأشخاص ضعفاء الشخصيات و معدومي القرار .

النجوم التي مارست العنصرية على الليل ، قتلته في نهاية المطاف ، و دفنته في وسط النهار ، مات الليل لكنه لم يمت وحيداً بل غابت النجوم معه ، لو أدركت تلك النجوم الغبية أنها لولا سواد الليل لما ظهر بريقها و رونقها ، لكنها لعنةُ العنصرية تقتلنا برصاصنا دون أن ندري .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع