أفلام صدرت مؤخرًا وتستحق المشاهدة
درج مشاهِدو السينما والمهتمين بها على القول بأنَّ أفضل الأفلام في التاريخ صُنِعَت قبل الإلفية الجديدة، وبالفعل إذا اطلعتَ على موقع تقييم الأفلام العالمي (IMBD)؛ فستجد أنَّ جميع الأفلام التي تحتل المراتب الأولى في التقييم هي في الواقع أفلامٌ قديمة صُوِّرتْ وأُنتِجَتْ خلال القرن الماضي. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنَّ الإنتاجات الجديدة لا ترقى للمستوى المطلوب، وإنَّما يرجع ذلك على الأغلب إلى القيمة العاطفية والمعنوية لتلك الإصدارات القديمة. هنالك الكثير من الأفلام التي صدرت بعد العام 2000، وقليلٌ منها فقط حظِي بالتقدير الكبير الذي نالته الأفلام القديمة. سأقدِّم هنا قائمة بأفضل الأفلام التي أُصدِرت مؤخرًا، وأفضليتها ترجع إلى إختلافها أو تناولها لموضوعات في غاية الأهمية.
إليكَ عزيزي القارئ قائمةً بهذه الأفلام:
1. Parasite "2019":
الفيلم الكوري الذي أثار ضجة عالية، وحصد جوائز أوسكار أكثر من أيّ فيلم آخر. وهي من المرات النادرة التي يصل فيها فيلم بلغة غير الإنجليزية إلى هذه الدرجة من الاحتفاء والشهرة. إذن ما هي قصة الفيلم؟
يتناول حياتين متوازيتين لأسرتين مختلفتين؛ مختلفتان في كل شيء، في الأحلام والرغبات والنظرة للحياة. عالج الفيلم موضوع الطبقية الإجتماعية، والهموم المختلفة للطبقات المختلفة. ولعل ما جعل له ذلك الأثر هو البناء المتقن للقصة، فضلًا عن النهاية التي لم يتوقعها أحد بأي حال من الأحوال. فيلم مشوِّق وممتع، مأساوي وحزين، فيه كوميديا سوداء متقنة. باختصار، يستحق المشاهدة والاحتفاء.
2. Joker "2019":
على خلاف كل الأفلام التي ظهرتْ فيها شخصية الجوكر بشرّها، فإنّ هذا الفيلم يعرض حياة الجوكر قبل أن يصبح الجوكر، حينما كان مجرد مواطن بسيط عانى ما عانى. يعالج الفيلم معاملة المجتمع للمرضى النفسيين وكيف يتسبب الناس في تحويل شخص مسالم وبسيط إلى مسخ لا يهدف إلا للتدمير والقتل. الفيلم من بطولة الممثل الشهير (خواكين فينكس)، والذي أجاد الدور بصورة متقنة، تجعلنا نتساءل: هل يضعه ذلك قبل هيث ليدجر الذي مثّل دور الجوكر قبل سنوات ونال عليه الأوسكار بعد أن انتحر. الجدير بالذكر أنّ خواكين فينكس نال أول أوسكار في مسيرته عن دوره الأخير في فيلم الجوكر. وفي الواقع فإنّ الفيلم كله يقوم على الأداء الاستثنائي الذي قدّمه خواكين فينكس.
3. Just Mercy "2019":
الفيلم من إنتاج "ورنر ميديا" المشهورة، وبطولة "جيمي فوكس" و"مايكل ب. جوردن".
أول ما يجب أن تعرفه أنَّ الفيلم مبني على قصةٍ واقعية؛ حدثت بالفعل في أواخر القرن الماضي في مونرو- ألاباما، واحدة من المناطق التي تشهد وجود البيض والسود على مقربة من بعضهم لكن في أحياء مختلفة على الأغلب. وبمعرفتك لحقيقيَّة الأحداث ستعيشها بعاطفة أصدق.
يتحدث الفيلم عن قصة الحقوقي "براين ستيفنسون" الذي تخرّج من هارفرد وهو يحمل آمالًا عظيمة لجعل عالمه مكانًا أفضل. العالم الذي كبر فيه، ورأى كيف يسبح في العنصرية والظلم والكراهية. يتخذّ ستيفنسون من مساعدة المحكوم عليهم بالإعدام هدفًا لمجهوداته، ويفعل كلّ شيء في سبيل أن يعود شخصٌ من طريق الموت إلى الحياة.
يُركِّز الفيلم على قصة والتر ماكميلان؛ الشخص البسيط المتهم في جريمة قتل فتاة بيضاء في الثامنة عشر من عمرها، وكانت هذه الحادثة التي أثارت تعاطفًا واسعًا من أطياف المجتمع وقتها، تُشكّل ضغطًا كبيرًا على الشرطة التي أرادت أن تُنهي الجدل، وقررت إلصاق التهمة بشخص بريء هو والتر ماكميلان؛ الذي قام بدوره جيمي فوكس.
العدالة هي الثيمة الرئيسية للفيلم. ما العدل؟ أين نحن منه؟ ولماذا يختلف مفهومه عند بعض الناس؟.. كلها أسئلة طرحتها القصة. فضلًا عن مناقشة جذور مشكلة عويصة وكارثية وهي الحكم القضائي الخطأ؛ الذي يرمى بأبرياء في غياهب السجون وكراسي الكهرباء، في حين ينفد مجرمون حقيقيون!
العنصرية والكراهية، الأحكام المُسبَقة، سلوك الطريق الأسهل وترك درب الالتزام الأخلاقي والإنساني، البحث عن راحة لحظية بدلًا عن البحث عن الحقيقة؛ هي جذور المشكلة.
فيلم ممتاز، فريق التمثيل أتقنوا علمهم وقدموا أدوارهم بجودة. فلم يسلّط الضوء على موضوع في غاية الأهمية، يستحق المشاهدة المتأنية والتأمُّل.
4. Interstellar "2014":
أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية، من إخراج المخرج الفيلسوف صاحب النظرة البعيدة؛ كريستوفر نولان. وكعادة أفلام نولان، جاء الفيلم ممتعًا ومُدوِّخًا، ومستحثًا للتفكير والفهم. يتناول قصة المهندس كوبر الذي ترك مهنته بعد فشل تجربتهم في استكشاف كواكب أخرى، ومن ثم إغلاق فريقهم الاستكشافي. تعود التجربة من جديد، ويسافر كوبر وفريقه في رحلة استكشافية جديدة لأحد الكواكب حيث اختفت مركبة سابقة كان على متنها الدكتور مان، الذي عكف على إرسال إشارات ورسائل تفيد بإمكانية الحياة هناك.
بالإضافة للفضاء والسفر، والثقوب السوادء، ومفهوم الزمن، والنظرية انشتاين النسبية، عالج كذلك شعور الفقد والعزلة.
تحفة فنية بكل المقاييس، فيلم يستحق المشاهدة.
5. Zama "2017":
هو فيلم أرجنتيني للمخرج "لوكريسيا مارتل". مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم لـ"أنطونيو دي بينيديتو".
تدور قصته حول "دييغو دي زاما"، الضابط الإسباني في القرن السابع عشر؛ والذي يعيش في "أسونسيون"، وينتظر نقله إلى "بوينس إيريس".
عُرض لأول مرة في "مهرجان البندقية السينمائي الدولي" الرابع والسبعين. كما تم عرضه في قسم الماجستير في "مهرجان تورونتو السينمائي الدولي" لعام 2017.
فيلم يقوم على التفاصيل واللحظات التي تفرض لنفسها مكانًا في الذاكرة.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا لديك اي استفسار يمكنك التواصل معنا