إنى أشهد فى نفسى صراعا ٌ وعراكا
وأرى ذاتى شيطانا ٌ وأحيانا ٌ ملاك
هل أنا شخصان يأبى ذاك مع هذا إشتراك
أم ترانى واهما فيما اراه.......؟
لست أدرى......
ايليا ابو ماضى........
1
ليلة خميس
القاهرة 25 نوفمبر 2010
1
ليلة خميس
..كان هذا مايحدث كل ليلة خميس من كل أسبوع أعود فيها المنزل بعد الثالثة أو الرابعة بعد منتصف الليل حيث يقوم بتوصيلى أحد الأصدقاء مكانى المعهود أول عباس أمام الساعة القابعة كشكل جمالى بالمكان لكى أواصل عذاب رحلة الرجوع إلى المنزل فى ثلاث ميكروباصات مخنلفة فى المسافة والوجوة..وطبيعى بالنسبه لى أنه فى كل فترة أستبدل الميكروباص الأول للثانى للثالث أن أشعر ببعض الملل من إختلاف الوجوة ليس إٌلا..ودائماٌ أرغب فى أن أجلس أخر كنبة بجانب الشباك الأيسر..وكالعادة معظم ركاب أخر الليل من هذه المنطقة من العاملين فى مجالات الفنادق أو المطاعم المشهورة أو النوادى الليلية كاإداريين أو مضيفين أو ادنا عائدين إلى منازلهم بعد إنتهاء شفتاتهم..وكان العادى أيضاٌ أن أصادف من بينهم أشخاص قد رأيتهم من قبل فى نفس هذا الميعاد قبل الفجر..فباسترجاع ذاكرتهم يجدونى شخص لست بغريب على الميدان ولا الزمان..فأنا من الناس اللذين إذا راٌيتهم فلن أمحو من الذاكرة بسهولة فرغم عمرى الذى تخطا الثلاثين بالثلاثة إلا أن من يرانى يحلف أنى لم اتخطا الخامسة والعشرين..فلى تكوين رياضى بعض الشىء متوسط الطول ومثلى فى ذلك كثيراٌ ولكن أهم مايميزنى فهو شعرى الطويل فبتجاعيدة الطبيعى العجيب مع وجهى البرنزى بتقاسيمة يجعلنى أبدو كشخص مغربى أو ليبى..لدرجة إنة فى إحدا الأيام وقف شخص بجانبى على إحدا المحطات فى عز الظهر فوجدتة يحدق تجاهى بكثرة..فقلت ناظراٌ إليهى بحزم..فى حاجة يانجم..قال يانجم هو أنت مصرى..قلت وهل عندك شك منتاش شايف حرقة الدم اللي الواحد فيها ولا البعيد مابيشفش..قال أفتكرتك ليبى كنت هنزل فيك ضرب..فرددت قائلاٌ والنبى متفكرنيش بالضرب لحسن خرمان..قلى إنت شكلك فقري..قلت الحال من بعصة والقضية واحدة والهم مشترك مقولتليش صحيح ليه كنت هترتكب غلطة عمرك معايا.....ضحك وقال أبداٌ أشتغلت سنتين فى ليبيا وأكلو عليا مبلغ كبير ولبسونى فى مشكلة ونزلت من فترة..........رديت فى سرعة طيب ميكروباصى جة.....سلام يابنى غازى...الغريبة إبتسم إبتسامة عريضة.
وذات يوم أوصلنى صديق وكانت الثالثة والنصف بعد منتصف الليل وبالرغم من أحساسى بسكرى وتخديرى إلا إنة يكون غير ملاحظ بشكل كبير إلا لمن يدقق النظرعن قرب وذلك لأن قطرة البروزلين زنك لها اثرها الفعال على أعينى كذالك غسل رأسى ووجهى بالماء فى محل أحد أفراد الشلة يجعلنى أستدعي بعض الدم الهارب فى أماكن كثيرة داخل جسدى إلى وجهى فيحمر ويبرق مع شعرى المبلل اللامع من أثر كوكتيل الزيوت والكريمات التى تجعلة يلمع طوال النهار..فأبدو بذالك لمن يرانى للوهلة الأولى مجرد شخص عائد من عملة ومرهق بعض الشىء..وأزيح بذالك عبىء ملاحقة نظرات الناس لى بأعتبارى شخص متسلطن ومتسطول..وأتخلص بذالك من وساويسى وهساهيسى وأهدىء من توترى الدائم..وفور نزلولى من سيارة صديقى بعد أن قمت بتوديعة على وعد بلقائة الخميس المقبل مع باقى الشلة وبعد أن شربنا سيجارة الميروح التى كثيراٌ ماكنت أشربها من سجائرى فأكثرها من الأصدقاء اللذين قامو بتوصيلى بأختلافهم فى كل مره..أمشى منتصب القامة ناظراٌ أمامى لا ألتفت ورائى ولا أنظر أسفل قدمى.. أقف والساعة الضخمة خلفى متوجهاٌ ببصرى تجاة الميكروباصات القادمة على المحطة رافعاٌ زراعى اليمنى لأعلى وكفى يهتز فى سرعة بشكل رأسى مصاحبا ٌلصوتى الرنان على طول السيدة عايشة وعندما اّمل أنشد الصمت وأكتفى بلغة الأشارة..وحين رد سائق بالإيجاب..تمتمت بأرتياح فل...... ثم صعد الميكروباص ورامي سلامى غير مبالى..فوجت العربة لم تمتلىء وعندما راٌيت الكنبة المحببة لى خالية جلست فى سعادة المحتل المغتصب..ومن طبعى أجلس فى ثبات لا أنام ولا أرتكز على الكرسى الذى أمامى إلا فيما ندر وغالباٌ عندما يكون الميكروباص خالى إلا من قليل..والمعتاد أن أتكىء بكوع يدى اليسرا على طرف الشباك بعد فتح جزء منه لأستنشق الهواء البارد فى إنتعاش فأنا دائما أعود يوم الخميس مدرمغ بس ظابط نفسى..وكنت أتململ أحياناٌعندما يقف الميكروباص ليكتمل العدد ففى هذا الوقت يقل أعداد الناس فى الشارع والجو بارد متلج واللى روح روح من بدرى وأحنا بتوع الليل وأخرة....
..وبوجة عابس نظرت جة اليمين لأخر الكنبة التى إستوطنتها فلمحت أن شباكة بدرفة واحدة فقط والأخرى غير موجودة والهواء البارد يتسرب منه كالفريون..وظل السائق منتظر حتى رضيا بقسمتة..وكنت هذة الفترة شارد الذهن..وعند تحرك السائق بالعربة..تحركت ببصرى فوضح لى أن السيارة لم تكتمل وبجانبى جلست إمرأة بمفردها فقط والكنبة لثلاث أشخاص فلعلة أخر دور للسائق ويجرش..فمشى غير مبالى بأمتلاء الأماكن جميعها..
وفى شرود روحت أفكر فى كميه الهواء البارد المنصب على تلك المرأة التى لم أركز فى شكلها وأحسست أنه يستوجب عليا الأنتقال مكانها وأتحمل أنا برودة الشتاء بجسمى الساخن من فعل السكر.
فحركت قدميا وجسمى وفى ثبات وقفت وأنا أوجه بصرى لها وكلامى للسائق وبنبرة عادية ياأخى انت مشوارك كبير مش صغير مينفعش الشباك يبقى كدة..رد دة والله واحد كسره النهاردة وغصب عنى بكرة هركب واحد جديد معلشى..ثم توجهت بصوتاٌ منخفض لها..تعالى مكانى وإستدارت..وإستجابت بشكل سريع وهى تتمتم بدعوات مسموعة..
وجأنى خاطر إن شخص فى الكنبة التى تسبقنا يذهب بفكرة إلى أن نظرتة لى وتدقيقة فى وجهى بشدة وأنا أصعد الميكروباص ورمى السلام أدرك لحظتها إنى قادم من ساعة حظ وشطح يقول لنفسة أنى بهذه الحالة وأقدم على عمل إنسانى أيوجد في برغم سكرى اّى إنسانية وأحسست أنه يهيم بالتفكير فى هذة النفوس التى خلقها الله ولا يعلم باوطنة غير الله.
وخلعت من رأسى تلك الهواجس وتذكرت إنى عندما نظرت لوجه تلك المرأة وأنا أهم بالوقوف لنتبادل الأماكن وجدتها دميمة بقسوة لتخلو منها الطيبة البلهاء..وكنت وأنا أتصدا لكمية من الهواء البارد أروح فى شرود وأتخيل كأنى أجلس بمقدمة الميكروباص بأعلى الأكصدام الأمامى أو على الشبكة بأعلى ثم أنتبة ثم أعود لخيلاتى ببهجة المنتعش..غير إن أحد الركاب راح يتحدث بشهامة أبن النيل تعاطفاٌ معى..ملمحاٌ لى بأنى لست الوحيد الكريم العطوف وراح يشهيد من حولة إنه بأى حال من الأحوال لا يقل إنسانية عنى..وتوجة بصوتة الذى بدا جهوريا مفتعلاٌ للسائق ووجهة لى ياأسطى خف السرعة شويا أحنا مش مستعجلين ويخطف السائق نظرة لى فى المراٌة ويبتسم أبتسامة العالم ببواطن الأمور وهو يردد ماشى ياشيخ ممكن نولع الراديو..رد ماشى بس بصوت واطى.....رد السائق واطى واطى....
ومن حظى أن رددت المطربة عفاف راضى..لمين يا قمر تسهر لمين..داحنا ياحبيبى فى رحلة سفر.. والسما عالى..وبعيد القمر..والمسا بيطوينا من الناس بيخبينا..وتفضل ياحبيبى صورتك ع القمر.. داحنا يا قمرنا لو نغلط بشر..أوعى يا قمرنا تزعل م البشر..خلينا لبعضينا..نتقاسم أمانينا وتنور لحبيبى فى الليل ياقمر..وألحقتها بأغنية دورى بينا, تساهيل, ردو السلام, هوا ياهوى, والله زمان..كنت مستمتع بقوة بهذة الأغانى وأردد بعض الكوبليهات منها وأقول فى نفسى الله الله..
وكنت ألمح المرأة الدميمة تنظر لى بعجب ولمحتها تبتسم إبتسامة صفراء بشفتان غليظتان بصفة متكررة فأيقنت إنها لقطتنى فى لحظة شرودى فى خيالاتى والأغنيات وقامت مستمتعة بمراقبتى..وعندما أستشعرت وفقت من شرودى كانت قد شبعت من وجهى بما جعلها تنظر إلى اللا شيىء..فرميتها بنظرة مبتسماٌ أحست منها إنى لا ألومها على التدقيق فى..ففى مثل هذة الحالة التى أكون عليها تسمح لى بأن أرى من حين لأخر من ينقرنى وكنت دائما لا أهتم..وفى بعض الأحيان أعبر عن واقع ذالك علي..بأن أرمقة بنظرة تبلد وعتاب وإستهجان ولامبالة تجعلة يلوى رقبته الى الناحية الأخرى بسرعة بائنة..وقليل ماكنت أرى شخص يلويها بتأنى الواثق الغير أيضا مبالى مثلى.
(الباقية أو تكملة القصة..
يتبع..على اجزاء ومهم..راى القراء.هل اكمل او أتوقف.هى جزء من اقصوصة من مجموعة قصصية.)
تعليقات
إرسال تعليق
اذا لديك اي استفسار يمكنك التواصل معنا