كما توقفنا في الجزء الأول، عند العنوان العاشر،
،نعود لكم. بالجزء الجديد
11-بدأت فلسفة الطبيعة وتفجرت واكتسبت زخماً كبيراً في جزر أيونية كفلسفة مادية تنظر إلى الطبيعة على أنها كيان مادي تحكمه قوانين طبيعية, دون الحاجة للبحث عن أسباب تقع فيما وراء الطبيعة. برغم اتفاقهم على المبدأ إلا أن الأيونيين اختلفوا في التفاصيل
12-, مفاهيم أول الفلاسفة أرجع المبدأ الأول إلى الماء,بمعنى أن العالم قد نشأ كله من الماء,وأنكسماندر رد العالم إلى عنصر مادي غير محدد أسماه الأبيرون,فيما رد أنكسمانس أساس العالم إلى الهواء, وخالفهم هيراقليطس فأرجع الأصل إلى النار,وجعل طبيعة العالم هي التغير المستمركما هو حال النار
13-فلسفة الأيونيين أثرت في الفلسفة الذرية عند لوكيبوس, وديمقريطس الذي وصلت معه المادية إلى ذروتها في العالم القديم.
14-فسر ديمقريطس العالم بأنه يتكون من عدد لا نهائي من الذرات أو جواهر لا تنقسم, تسبح في فراغ, وأنه يمكن تفسير كل ظواهر الكون من خلال اصطدام بعض هذه الذرات ببعضها الآخر وإنشائها لكيانات أكثر تعقيداً. هذا هو كل الكون وعلاقاته, بالنسبة لهذا الفيلسوف.
15-بغض النظر عن إيمانه بتناسخ الأرواح, فقد دخلت فلسفة الطبيعة في مرحلة جديدة, عندما قرر إميدوكليس الصقلي أن الكون يرجع إلى أربعة عناصر مادية هي التراب والماء والنار والهواء, لا يتحوّل بعضها إلى بعض.
16-إمپدوكليس ضروري في تاريخ العلم, لأن أرسطو أخذ بفكرة العناصر الأربعة, وأعرض تماماً عن فلسفة ديمقريطس الذرية التي ثبت علمياً أنها أصح وأعلى درجة كثورة علمية من فكرة العناصر.
17-إنها عناصر متمايزة وأثقلها التراب ثم يليه الماء, أما الهواء فهو خفيف والنار أشد خفة منه. هكذا تشكلت الأرض بالنسبة لأرسطو, التراب هو العنصر الأثقل لذلك انحاز إلى حيث المركز, ثم تبعه الماء لأنه يتلوه في الثقل, وهكذا صارت الأرض في جهة مركز الكون, على ما في الفكرة من سخف وسذاجة.
18-هناك مرحلة مهمة أدت فيما بعد إلى اكتمال فلسفة الطبيعة الآرسطية, إلا وهو نشوء المذهب المثالي كردة فعل للفلسفة المادية الأيونية, على يد مؤسس الرياضيات فيثاغورس, المثالي الأول, الذي أرجع مبدأ الكون إلى أصل مثالي تماماً لا علاقة له بالمادة
19-فقال إن أصل الكون هو الأرقام والأشكال الهندسية والموسيقى, وشبه العالم بقيثارة تعزف عليها الآلهة. قيثارة فيثاغورس كانت دائماً محل سخرية الماديين, وحق لهم ذلك. هذا درس ينبغي ألا ننساه : أن الفيلسوف في بعض الأحيان, يمكن،
أن يتبني أشد الآراء حمقاً.
20-العنصر الأخير الذي شكّل فلسفة الطبيعة الآرسطية,هو أستاذه أفلاطون المنطلق أساسا من فيثاغورس,حيث توصل إلى أن هذا الكون أصله ومبدأه يرجع إلى صانع صنعه على صورته هو الله, وأن هذا الكون كروي الشكل لأن الدائرة هي أكمل الأشكال الهندسية, وأن حركة الكواكب هي بالضرورة حركات دائرية
إلا هنا ونكتفي لنلتقي معكم بمقالة اخرى وجزء ثالث ان شاء الله. اكتبو لنا ارائكم وملاحظاتكم بالتعليقات..
تعليقات
إرسال تعليق
اذا لديك اي استفسار يمكنك التواصل معنا