#صور مضيئة#
مقدمة..
" الحباحب حشرات تضىء فى الظلام لتجذب البعوض ثم تأكلة"
محاولة للتغيير
عندما إنقطع التيار الكهريى فجأة...كان فى خلوتة يجتلس قاعدة مرحاضة الغربى يفكر كعاتة التى ألفها منذ الصغر..كما ألف الظلام منذ زمن فظل ثابتاٌ صامتاٌ لا يحرك له ساكناٌ..ثم راح يتأمل ويبحث فى الظلام كالفراش عن أى شعاع متسرب من أى مكان ليهتدى بضوءة ويهبة بارقة أمل فيستبشر باأنفراج الأزمة قريباٌ ويطمأن قلبة..ولكنة فقط يشاهد ظلام دامس يغض بالمكان فتخيل لوهلة وكأن أبتلعة ثقباٌ أسود وهو عاجز لا يستطيع فعل شيىء تائه..كتوهانة فى مشاكلة الكوبية المبهمة الخالية حتى ولو من أنعكاس عظيم الصغر لأى خيط لضوء خافت ينير له مصيرة المعتم..مما ذاد من إكتئابة وجعلة مشوش ومشتت الفكر كالقائد الذى وقع أسيراٌ فى يد الأعداء..ثم راح ينظر بعينة فى الظلام داخل أعماق نفسة يحدثها دون أن تتحرك شفتية......
ياأخى إلى متى سوف تظل تحيا تلك الحياة المقرفة الفاسدة ولما كل هذا الإحباط اللذى إنتابك وأنت اللذى كان يستبسل أمام أى إحباطات باللامبالاة......اللامبالاة التى جرت عليك مشاكل عديدة..من كثرة الديون التى أنهكت بها أسرتك إلى إسرافك اللذى تعبت به والدتك التى صبرت بما فيه الكفاية حتى إنها ضاقت بك وأنفجرت فيك بحديثها المطول الذى كلما تذكرتة راحت بك الدنيا تدور وأحسست أن مجهول قام بقذفك من طائرة ذات أرتفاع شاهق وتركك متهبطاٌ بمظلة مثقوبة بملايين الثقوب ذاهبا ٌلمصير غامض غير معلوم...فعلاٌ..لأول مرة أشاهد أمى بهذة الحالة..لأول مرة أتأثر وأدمع لبكاءها....مشهد لن أنساة كما أرجو بألا يتكرر..ولن يمحا من ذاكرتى مادمت حى كل كلمة قالتها كانت تأخذنى كالسهم يغور فى قلبى فيدمينى وكنت أرى دمى يسيل أمامى فى صمت.
..........ياأبنى أنت ليه كل قرش تجيبة تصرفة وكل شغل تروحة تتركة وديونك اللى كل مرة نسدها وبها خلصت كل فلوسنا اللى حوشناها لعمل شيىء مفيد..ياأخى أنت ليه مش ذى أخوك كافح وأتعلم وأشتغل بعد ماتركنا أبوك اللى انت طالع شبة..أخوك بيحبك وصرف عليك وعلمك وبيصرف علينا من زمن وجهز أختك وأتجوز متأخر بسببنا وربنا كرمة أهو..أتعلم منة خليك كويس بقا أحنا كلنا بنحبك وعايزينك تكون كويس أحنا عارفين أنك فى حالك ومع نفسك ولسانك عمرة مغلط فى حد منا..بس مزاججك دة غيرة وركز شويا فى مستقبلك وخلى أسلوب حياتك أحسن من كدة سيبك من مشيك البطال وأصحابك اللى محدش فيهم هينفعك والنت دة اللي كل يوم ترجع منه فى نص الليل.. وأصرف قرشك فى المفيد بلا حشيش بلا نسوان بلا هم.. دول سبب كل البلاوى اللى إنتا وأحنا فيها..أنا تعبت وذهفت وممكن أسيبلك البيت وأسافر لأخوك وأنت شوف مين بقا هيصرف عليك لحد متلاقى شغل..ماتشتغل أى حاجة ياأخى.. واحد غيرك كان راح يشيل طين ويصرف عليا بدال ماأحنا الأثنين بيصرف علينا أخوك من الشهرية اللى بيبعتها كل شهر ولولاة الله يباركلة ويديلة الصحة كان زمانا بنشحت أنا وأنتا..حس شويا بقا وأعتمد على نفسك أنت مش صغير..فترة أتشقايت وأدلعت وأتشاغبت أطويها بقا وأبدء من جديد وأعقل أنت متعلم ومتنور أمال الكتب اللى أنتا ليل نهار بتقرا فيها دى مابتقولكش كدة...تعبتنا يااخى..أصحابك أهم اللى أنتا سارح معاهم كل واحد فيهم شغال واللى مش شغال أهلة متيسرين عنا وأهو كل يوم واحد فيهم بيتجوز ولا بيخطب وأنتا زى ماأنتا مابتتقدمش خطوة..شفلك حل أنا ياأبنى كبرت وعايزة أطمن عليك منيش قعدالك العمر كلة أنتا من غيرى هتضيع وأنتا عارف..ربنا قدرنى وعلمتكو أنت وأخواتك وكلهم متجوزين وعندهم عيال ياأخى دا كل عيال قريبنا اصغر منك بكتير ومتجوزين ومخلفين..ربنا ياأبنى يكملك بعقلك أنا عارفة أنت عاقل وطيب وبتحبنا زى مابنحبك وأكتر ونفسك تعوضنى كل التعب اللى تعبتة..وعارفة أنك مش لاقى روحك فى أى شغل روحتة ومش لاقى الشغل اللى تحبة وتستقر فيه وإن عدم ثباتك فى أى شغل فترة كبيرة راجع لعدم تأقلمك فيه ومللك الدائم..بس الراجل هو اللى بيشتغل فى شىء حتى ولو كان الشىء دة لا يتناسب مع مؤهلاتة..يأأخى حتى تتغير الأحوال.. وبكرة يجيلك اللى أنت عايزة..وأكيد علمك اللى أتعلمتة دة عمر ربنا ما هيضيعة وأكيد سوف يضعك فى المكان اللى يناسبك روح ياأبنى الله يكرمك ويهديك.
شد السيفون ولعن هذة الحياة التى جاءها ومضى إلى غرفتة يفكر بما اٌلا ألية ومسترسلاٌ حديثة مستمداٌ طاقات أكبر من رقعة الظلام الكبيرة التى ذاد أتساعها بأتساع مساحة غرفتة فتفجرت فى راٌسة ينابيع فطرتة السوية..وفاض بكلام أنعشة وذادة إيماناٌ بمقصدة الذى سيتبعة بكل إصرار وتصميم وعزم وأرادة فولازية..سوف أنسف الماضى نسفاٌ ومن الأن وجب عليا أن أتغير وأغير من أسلوب حياتى فقد سأمت وضقت وها أنا ذا قد مليت وأريد التغير كى أصبح أنا..وأنفع من ينتظر منى الكثير وأرد ولو ببعض ما سلبت فيكفيهم تربيتى ورعايتى إلى أن صرت رجلا..أوليس من العدل والحق أن أنفع أهلى اللذين أحبهم حباٌ ربانياٌ كانو ظهرى حقبة من الزمن وتصدو لسيل من المشكلات المعقدة التى كانت تلاحقنى أينما ذهبت والتى أخرجونى منها بسلام بغير سوء..إن لم أنفعهم فما أنا ألا شخص جاحد ظالم..
سوف أفعل ما بوسعى حتى أكون صالح لنفسى ولأهلى ويتسنى لى تعويض أمى سنين المعاناة والتعب وحرقة الأعصاب التى سببتها لها جراء أفعالى البغيضة التى أمقتة الأن مقتاٌ....."فما جزاء الإحسان إلا الإحسان"
...ولكنى ها أنا ذا قد عملت فى عشرتاشر شركة ولم أنشد الإستقرار فى أي منها فهل هذا عيب فى أم ماذا...... ثم إن الراتب أصبح أكثرة معدنى مستدير وصغير ولذلك يتدحرج مني بقوة أسرع من الماضى القريب..وبناء على ذلك أشتد التنافر المتواجد بيننا منذ صغرى..كما إنى شخص لا أعرف الوساطية فى أى شيىء ولا أنشدها فترة فوق وأخرى أسفل سافلين تجعلنى أتقوقع على نفسى داخل المنزل حتى يحدث إنفرجة أتوقعة وألتحق بشركة جديدة وهكذا........أما الأدخار إستعباد لم أجربة أمقتة مقتاٌ..كما أن هذة الرواتب الحقيرة فى تلك الأيام لا يبقا منها أى شيىء للأدخار أو حتى الدخول فى أي جمعيات والتى لا طاقة لى بها كما أن الجمعيات تستوجب عمل مستقر..وأنا فى كل شركة أعمل بها أظل شهور قليلة أو سنة على الأكثر ثم أمضى لأخرى فهكذا العمل فى بلدنا ولست وحدى فى هذا الشأن فغيرى كثيرين..كما أن معظم عملى فى هذه الشركات لا يرضى طموحى ..حقاٌ أنه شيىء يبعث للحيرة والأحباط..
ولكن سيبقى عزائى الوحيد أنى قررت من داخلى أن أغير طريقة حياتى تاركأ حياة الفساد التى نخرت عظامى وجيوبى....لعلى أهتدى للنور فى تلك الظلومات.... والله المستعان..... وردد
بسم الله الرحمن الرحيم
("قل ياعبادى الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاٌ إنه هو الغفورالرحيم")
البداية
تعليقات
إرسال تعليق
اذا لديك اي استفسار يمكنك التواصل معنا